برلمانيون بريطانيون يرون "تقدماً حقيقياً" في وضع عمال مشاريع 2022

اختتم وفد برلماني بريطاني زيارة إلى دولة قطر استغرقت ثلاثة أيام اشتملت على لقاءات عالية المستوى مع عدد من كبار المسؤولين القطريين، وزيارة إلى مكاتب اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وأحد مواقع البناء المتعلقة ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، إضافة إلى زيارة ميدانية إلى مساكن العمال في "المدينة العمالية". 

وفي تصريح لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث  www.sc.qaفي ختام الزيارة، أكد النائب د. فيليب لي الذي ترأس الوفد البريطاني أنه شاهد مؤشرات حقيقية على التقدم في عدد من المجالات ومن بينها ظروف معيشة العمال. وقال د. لي النائب عن بلدة براكنيل: "ركّزنا خلال الزيارة على بطولة كأس العالم لكرة القدم وزرنا مكاتب اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وبعد ذلك قمنا بزيارة ميدانية للمدينة العمالية، وأحدى الاستادات المقترحة لاستضافة مباريات نهائيات كأس العالم قطر 2022. وقد وجدنا مستوى عمليات التطوير التي تشهدها قطر مذهل، حيث أن تنفيذ جميع هذه المشاريع ومن بينها بناء مترو الأنفاق والاستادات هو إنجاز مدهش حقاً لمثل هذا البلد الصغير نسبياً. ومن الرائع وجود هذا العدد الكبير من الناس الذين يعملون في الوقت نفسه، حيث تنجز المشاريع قبل موعدها المحدد بحيث يبدو أنها ستكتمل قبل حلول 2022. إنه أمر مذهل حقاً".

وأضاف الرئيس المشارك للمجموعة الحزبية البرلمانية حول قطر، أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث تبذل جهوداً حقيقية لكي تكون بطولة كأس العالم قطر 2022 ممتعة للمشجعين من جميع أنحاء العالم. وقال: "كنت عضوا في نادي المشجعين في انجلترا، ولذلك فقد حضرت بطولتين عالمتين كمشجع لكرة القدم. وقد أتيت إلى هنا بنظرة مختلفة لأنني أعرف شعور جمهور بطولة كأس العالم لكرة القدم. وأستطيع أن أرى أن القطريين يبذلون أقصى جهدهم لجعل هذه البطولة تجربة جيدة وممتعة للمشجعين، حيث ستكون التنقلات بواسطة المواصلات سهلة، كما أن تصميم الاستادات رائع، وقد أعجبت كثيراً بكل ما رأيت. كما أن إقامة هذه البطولة لأول مرة في هذه المنطقة هو أمر مهم للغاية". 

ورافق الوفد البريطاني خلال زيارته سعادة السيد يوسف الخاطر سفير دولة قطر في المملكة المتحدة. واطلّع الوفد خلال زيارته لمكاتب اللجنة العليا للمشاريع والإرث على عرض تقديمي موسّع للخطط والتقدم الذي تحققه دولة قطر استعداداً لبطولة 2022. كما تم خلال اللقاء مناقشة معايير اللجنة العليا الخاصة برعاية العمال. وتلى ذلك زيارة ميدانية إلى المدينة العمالية للاطلاع على تطبيق هذه المعايير. 

وأكد د. لي أن القطريين "كانوا منفتحين للغاية وأقرّوا بحدوث أخطاء وبذلوا جهوداً حقيقية لتحسين الوضع، وقد رأينا أدلة ملموسة على ذلك. والانطباع الذي تكوّن لدي هو أنهم بذلوا جهداً كبيراً للتغلب على صعوبة منح العقود لمقاولين تتوفر لديهم ظروف العمل المناسبة. وقد زرنا المدينة العمالية ورأينا أنها بيئة مثيرة للإعجاب الشديد. وتحدث زملائي إلى العمال، وقد تمكّنا من الدخول بحرية ولم تتم مرافقتنا  بشكل يوحي بالرقابة على عملنا. ومن المهم التحدث عن الفرص التي يحصل عليها هؤلاء العمال هنا ولا يحصلون عليها في أوطانهم.كما استمعنا إلى قصص حول تمكّن العديد من العمال من توسيع منازلهم سواء في الهند أم بنغلادش وأولئك الذين أصبحوا قادرين على إرسال أولادهم للتعلم في مدارس خاصة".

وحول الانتقادات التي تتعرض لها دولة قطر، قال النائب عن حزب المحافظين: "ترتبط بعض الانتقادات لقطر بأجندات معينة. وأنا أعلم أن القطريين يقرّون بوجود بعض المشاكل، ولا أعتقد أنهم يقولون إنه لا توجد بعض المشاكل التي تجب معالجتها، وهم مصممون على معالجتها. ويريدون أن تكون هذه البطولة ناجحة، وأن تخرج منها قطر بسمعة طيبة. لأن لقطر حق استضافة البطولة، وستنظم هذه البطولة، ونحن نريد لها النجاح. فقد وضع القطريون الكثير من الجهد والتفكير في هذه البطولة، ويواصلون العمل بجد وجهد كبيرين على جميع المستويات، وقد استجابوا للانتقادات، وهم صريحون ومنفتحون. لقد كانت هذه زيارة مشجّعة وأتطلع إلى حضور بطولة كأس العالم في قطر, كما  ترغب قطر بحق وبقوة في أن يأتي المشجعون إلى هنا ولهذا السبب فقد عالجت مسائل من بينها تناول الكحول في مناطق المشجعين، لكي يأتي الناس إلى هنا، ويحملوا معهم عند انتهاء البطولة مفهوما إيجابياً ومختلفاً عن قطر والمنطقة بشكل عام. وأعتقد أن هذا هدف مثير للإعجاب بالنظر إلى حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط". 

وشارك سعادة سفير المملكة المتحدة في قطر السيد ايجاي شرما الوفد البريطاني في جولته. وقال تعليقاً على ذلك: "سرّني أن الوفد البريطاني تمكّن من الحضور إلى قطر واطلع بنفسه على الوضع واستمع إلى كبار المسؤولين القطريين ومن بينهم رئيس الوزراء، وهم يتحدثون على الشراكة القطرية مع المملكة المتحدة فيما تمضي دولة قطر قدماً في تنفيذ مشاريعها الطموحة والمثيرة للإعجاب ومن بينها استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022".