وقّع برنامج "علّم طفلاً" التابع لمؤسسة "التعليم فوق الجميع"، اتفاقية شراكة مدتها خمس سنوات مع وزارة التنمية الدولية البريطانية لإتاحة الفرصة لنحو مليوني طفل، يعيشون في مجتمعات معرضة للخطر، لتلقي التعليم الأساسي.
وأوضحت المؤسسة في بيان أنه سيستفيد من هذه الاتفاقية، التي تم التوقيع عليها في العاصمة البريطانية لندن، أطفال لاجئون ومهجرون في سوريا وأفغانستان وباكستان وجنوب السودان وكينيا ونيجيريا وغانا، وهي دول يعيش فيها 30 بالمائة تقريباً من الـ 59 مليون طفل غير الملتحقين بالمدارس حول العالم.
شهدت توقيع الاتفاقية كل من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، وسعادة السيدة جستين غرينينغ وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية.
وتم التوقيع على الاتفاقية عقب اجتماع ناقشت خلاله صاحبة السمو الشيخة موزا وسعادة الوزيرة البريطانية أهمية تسريع الجهود لانضمام الطلاب غير الملتحقين بالمدارس ببرامج التعليم الجيد خاصة الأطفال الذين يعيشون في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة.
وشددت سموها على أهمية تخصيص الموارد اللازمة لدعم الأطفال المتأثرين بالأزمة السورية، ودعت لدعم الأساليب والطرق التعليمية البديلة لنظام التعليم التقليدي من أجل تقليل العوائق أمام الحصول على التعليم.
وتعليقاً على هذه الشراكة، قال السيد فهد السليطي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "التعليم فوق الجميع": "مع أنّ التعليم الابتدائي هو حق أساسي من حقوق الإنسان، لايزال هناك ملايين الأطفال حول العالم غير قادرين على الحصول على التعليم الجيد.
وأضاف: نحن سعداء بهذه الشراكة مع الحكومة البريطانية، التي تلعب دوراً مهماً في إحداث التغيير في الدول النامية، ونأمل أن تلهم هذه الشراكة بين برنامج علّم طفلاً ووزارة التنمية الدولية البريطانية الآخرين ليحذوا حذوها ويستثمروا في مستقبل أطفال العالم".
وأوضح أن هذه الشراكة وسيلة مبتكرة لمعالجة مسألة تمويل التعليم، حيث سيعمل كل جانب وفقاً لإمكانياته وقدراته، فمن جهتها ستركز وزارة التنمية الدولية البريطانية على تمويل الأنظمة الحكومية بينما سيركز برنامج علّم طفلاً على تمويل مشاريع تنفذها المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة بهدف إحداث أكبر أثر لفائدة الأطفال الأكثر ضعفاً حول العالم.
وأشار السليطي إلى أنّ مؤسسة "التعليم فوق الجميع" تستثمر حوالي 100 دولار أمريكي لكل طفل حتى تستطيع توفير تعليم أساسي جيد للأطفال الذين يصعب الوصول إليهم حول العالم، بالتعاون مع شركاء البرنامج.
من جانبه، قال سعادة السيد ديزموند سواين وزير الدولة البريطاني لإدارة التنمية الدولية: "إن الاستثمار في التعليم هو أمر جوهري وأساسي لمواجهة الفقر الشديد وبناء مجتمعات آمنة ومستدامة، فيمثل التعليم الخطوة الأولى التي تمكن الأطفال من التحكم بحياتهم وبناء المستقبل الذي يريدونه، ويجب ألا يحرم أي طفل من هذه الفرصة لمجرد أنه ولد في أماكن وظروف معينة، وسيضمن تعاوننا مع مؤسسة التعليم فوق الجميع ألا يفقد الأطفال المعرضون للخطر في الدول النامية ذات الدخل المحدود والمتأثرون بظروف النزاعات المسلحة وانعدام الأمن، فرصة الذهاب إلى المدارس والحلم بمستقبل أفضل".
وأوضح أنه بالإضافة إلى دعم التعليم في الدول المستهدفة، سيتعاون برنامج علّم طفلاً ووزارة التنمية الدولية البريطانية في مجال المناصرة على المستوى العالمي، وكذلك تمويل وتنفيذ البرامج التعليمية، وإجراء الأبحاث وتنسيق برامج تعزيز قدرات المنظمات والتطوير المهني.