ندوة افتراضية: اليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام


في أغسطس 2013، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان 6 أبريل
يومًا عالميًا للرياضة من أجل التنمية والسلام، وفي عام 2018، وقع صندوق قطر للتنمية على مبادرة تحت عنوان "الرياضة من أجل التنمية والسلام" مع مؤسسة قطر الخيرية والمركز الدولي للأمن الرياضي لدعم السلام والتنمية من خلال الرياضة للسكان النازحين داخليا في دارفور."

 

 

في 6 أبريل 2021، استضافت سفارة دولة قطر في المملكة المتحدة ندوة افتراضية حول "الرياضة من أجل التنمية والسلام" بمناسبة اليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام.

 

ناقشت الندوة تأثير الرياضة على التنمية والسلام الدوليين، حيث ركّز المتحدثون على دورها كعامل تمكين لبناء السلام وجهود التنمية من خلال إشراكها أفراد المجتمعات المهمشة وتمكينهم من الوصول لكامل طاقاتهم.

 

أشاد المشاركون بجهود دولة قطر في هذا المجال، مؤكدين أنه منذ منْحها حقوق استضافة كأس العالم 2022، بذلت الدولة جهودًا لا يستهان بها في استثمار الرياضة باعتبارها عاملًا محفزًا للسلام والتنمية.

 

حضر الحدث البروفيسور سايمون تشادويك، مدير مركز قطاع الرياضة الأوروآسيوية وأستاذ قطاع الرياضة الأوروآسيوية في مدرسة إم ليون للأعمال، والسيدة ريم الحرمي، السكرتير الثاني لسفارة دولة قطر في لندن، والسيد ماركو تيكسيرا، منسق البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والسيد ماسيميليانو مونتاناري، الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي، والبروفيسور دانيل رايكا، أستاذ مشارك زائر في جامعة جورج تاون الدوحة، والسيد علي عبد الله، نائب مدير عام التخطيط في صندوق قطر للتنمية، والسيدة روضة إبراهيم النعيمي، رئيس الشراكات الإستراتيجية في صندوق قطر للتنمية.

 

رحب البروفيسور تشادويك بالمشاركين وشكر من يعملون ضمن مشاريع تجمع بين الرياضة والتنمية، كما أيّد الفكرة بأن الرياضة تكون حافزًا للحوار وفهم وجهات نظر مختلفة للعالم، مضيفًا أن هذه السمات من "أهم الأمور التي منحتها الرياضة" له.

 

كما أشار البروفيسور تشادويك إلى أن دولة قطر تعمل مع شركاء دوليين لتمكين اللاجئين وفئة الأفراد المهمشين على الصعيد الاقتصادي وتُجري إصلاحات على سوق العمل فيها.

 

السيدة ريم الحرمي، السكرتير الثاني لسفارة دولة قطر في لندن، بدأت كلمتها بالإشارة إلى الشغف القطري بالرياضة واعتقدت بأنها تملك "القدرة على تقوية المجتمعات" والروابط بين الأمم، كما أكدت على أهمية الرياضة في تعزيز شعور الأفراد بالانتماء لمجتمعهم، وبخاصة لدى المتضررين من العنف والنزاعات وكذلك في الاستجابة لوباء كوفيد-19.

 

"اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام هو فرصة لإبراز دور الرياضة في تقوية الروابط داخل المجتمعات وفيما بينها وتعزيز التنمية المستدامة والسلام، والتضامن والاحترام بين الأمم والأفراد."

 

وتابعت السيدة الحرمي بالتعبير عن أهمية الرياضة بالنسبة لدولة قطر: "ندرك في قطر كيف يمكن للرياضة أن تتخطى الحدود وتتحدى الصور النمطية، وتحسّن صحتنا الجسدية والعاطفية، وكيف لها أن تبعث الأمل في الأمم."

 

وأيضًا سلطت الضوء على الدور الذي لعبته الدولة بتوفيرها التمويل والدعم والموارد للرياضة على المستوى الشعبي للدول، "من خلال المبادرات العالمية مثل الرياضة للتنمية والسلام في دارفور، تسعى قطر إلى دعم التكامل الاجتماعي وبناء السلام نحو هدف طويل الأجل يتمثل في حل النزاعات."

وبالتطرق إلى دلالة استضافة دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022 ليس فقط للمنطقة ولكن للإرث الرياضي والتنموي الذي ستتركه على المدى الطويل، أشارت السيدة الحرمي إلى التزام قطر بأن تترك البطولة تأثيرًا مستدامًا.

 

 "لدينا إلتزام راسخ بضمان ترك البطولة إرثًا إيجابيًا من الناحية الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية لبلدنا".

 

 

السيد ماركو تيكسيرا، منسق البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تحدّث عن استخدام الأمم المتحدة للرياضة "كوسيلة للوصول إلى الشباب" واستهداف الأسباب الجذرية للعنف والجريمة لحمايتهم من خلال برنامج "لاين أب ليف أب".

 

"Line up Live Up" هو برنامج تابع للأمم المتحدة يقدم التدريب على المهارات الحياتية المبني على الرياضة، والدعم الفني لتطوير السياسات والبرامج والوصول الفعّال للرياضة في المجتمعات المهمشة، كما يسهم في زيادة الوعي بالرياضة كأداة للوقاية.

 

ووصف تيكسيرا كيف يتّبع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة نهج "المناطق الخمس" لمنع التطرف العنيف، والذي يتضمن الرياضة.

 

وقال ماسيميليانو مونتاناري، الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي، أن النقاش حول الرياضة والسلام والتنمية يركز عادةً على الأنشطة على الأرض، والتي تأتي في نهاية سلسلة طويلة من التحضيرات والمبادرات المؤدية لها .

 

وأثنى على أنه، مقارنة بالعقود الماضية، أصبح لدى المجتمع الدولي نهجًا مشتركًا تجاه الرياضة والسلام، مما يخلق تآزرًا بين المجتمعات ويؤدي إلى نتائج أفضل في المشاريع المتعلقة بالرياضة والتنمية.

 

كما أشاد مونتاناري بصندوق قطر للتنمية ومؤسسة قطر الخيرية لرعايتهم مشروع دارفور، ضمن مبادرة تكللت بالنجاح كجزء من أهداف السياسة الخارجية الأوسع لدولة قطر لتعزيز السلام في المنطقة، وكذلك بمساهمات قطر الأوسع في الترويج للرياضة والتنمية، مضيفًا أنه كلما تواصلت مؤسسته مع المؤسسات القطرية للحصول على عروض شراكة، "لا أحد يقول لا".

 

وأبرز دانيال رايكا، الأستاذ المشارك الزائر في جامعة جورج تاون الدوحة، منجزات برنامج "جينيريشن أميزنغ" فيما يتعلق بكأس العالم 2022 واشاد بها، وذلك بإشراكه الفئات المهمشة مثل اللاجئين في الدول النامية وإحداثه تأثيرًا إيجابيًا على مجتمعاتهم من خلال رعاية الرياضة والتنمية هناك، وأضاف أن التحدي يكمن في الحفاظ على هذه الأنشطة بعد انتهاء البطولة، وأن قطر ستقوم "بعمل استثنائي" إذا تمكنت من الحفاظ على نهجها المبادر في هذا المجال.

 

وتطرق رايكا إلى التقارير الانتقادية لوسائل الإعلام الدولية حول وضع العمال المهاجرين في دولة قطر، مضيفًا أن "بعض هذه التقارير لم يكن عادلًا وبعضها لم يكن دقيقًا"، وأشار إلى أن قطر تعاملت مع هذه القضايا، حيث وضعت حدا أدنى للأجور وأجْرت العديد من التحسينات الأخرى للعمال المهاجرين.

 

السيد علي عبد الله، نائب مدير عام التخطيط في صندوق قطر للتنمية، قال إن لدى الرياضة القدرة على تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل والاندماج الاجتماعي والسلام، مشيراً إلى أنها تعطي قيمة فائقة لعمليات التنمية والسلام.

 

وأضاف عبد الله أن الرياضة تتجاوز الحدود وتربط بين الناس من خلفيات متعددة، وذكر إلى أنه في عام 2018، وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع شركائه الاستراتيجيين لمساعدة النازحين داخليًا في دارفور في توفير بيئة آمنة وداعمة لهم ولإعادة بناء الثقة لديهم.

 

وأكّد السيد عبد الله أن قطر، عدا عن كونها الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم 2022، فهي أيضًا تدافع عن مساهمة الرياضة في تحقيق السلام والتنمية على مختلف المستويات.

 

السيدة روضة إبراهيم النعيمي، رئيس الشراكات الإستراتيجية في صندوق قطر للتنمية، ناقشت أهمية "تداخل الروابط" بين التنمية والرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وألقت الضوء على عمل صندوق قطر للتنمية في دارفور، حيث وصفت المشروع هناك بـ "المهرجان الرياضي الذي نظمه الصندوق في دارفور للأطفال، وبمشاركة مشاهير رياضيين"، وبيّنت أنه منح الأطفال "إحساسًا بالتضامن" وكان "فرصة لتوفير بيئة آمنة" تسمح لهم ببناء قدراتهم وتعزيز رفاهيتهم الجسدية والعقلية، كما اعتبرت الرياضة "مجالًا فريدًا" في قدرته على بناء المهارات الحياتية الأساسية وتطوير العلاقات بين الناس.

 

وناقشت السيدة النعيمي كيف يمكن للرياضة أن تساهم في التمكين الاقتصادي، موضّحة بأن صندوق قطر للتنمية ساعد في خلق وظائف مستدامة وذات تأثير، كتلك التي توفر فرص عمل للأفراد وتساهم في الوقت ذاته في الحد من التغير المناخي.

 

واختتمت السيدة الحرمي الندوة بالتأكيد على أثر بطولة كأس العالم 2022 والفرص التي ستوفرها: "كأس العالم 2022 الذي ستستضيفه الدوحة هو فرصة عظيمة لنا جميعًا لتعلم كثيرا عن الأثر الإيجابي لكرة القدم وللرياضة على حياة الناس، ولندرك كيف لمثل هذا الحدث الكبير أن يصنع تغييرا طويل الأمد ومستدام للعديد من المجتمعات حوال العالم، وأشعر شخصيا بالامتنان لقيام قطر بعدة مشاريع ومبادرات لدعم الرياضة والتنمية والسلام ".

 _____________________________________________________


لمشاهدة فيديو الندوة الافتراضية، يرجى النقر هنا.