كلمة سعادة السفير يوسف بن علي الخاطر سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة

أود أن أستهل كلمتي بتقديم خالص التعازي إلى من فقدوا أحباءهم خلال وباء كوفيد ١٩ وتمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المرضى.

لا يزال العالم يواجه تحديات غير مسبوقة ترتبت عن الوباء
لكن كلي أمل بأننا سنتجاوز هذه المرحلة قريبًا وسنخرج من هذه المحنة أكثر قوة واتحادًا.

 

يطيب لي بإسمي وأسم أعضاء السفارة أن أعرب عن عميق امتناني للعاملين الرئيسيين سواء في دولة قطر أو المملكة المتحدة وأذكر بشكل خاص الكوادر الطبية التي عملت في الخطوط الأمامية لمجابهة الفايروس ونهضت بواجباتها في الرعاية يوميًا وبكل إقدام. فإن شجاعتهم وعزيمتهم التي لا تلين مصدر إلهام يستدعي الاحترام.

 

كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر لرئيس الوزراء بوريس جونسن والحكومة البريطانية على جهودهم لمكافحة الوباء وأشيد بالتدابير التي اتخذت لحماية الشعب وأرحب أيضًا باستراتيجية التعافي من تداعيات جائحة كورونا وخارطة طريق تخفيف إجراءات الإغلاق التي تتبعهما المملكة المتحدة.

 

وفي هذه الظروف الاستثنائية التي فرضتها الأزمة الصحية العالمية تجدد العمل بين دولة قطر وبين المملكة المتحدة جنباً إلى جنب، ورغم فرض الحصار غير القانوني على أرضنا وبحرنا وجونا فقد ساندت قطر المملكة المتحدة في جهود إعادة المواطنين البريطانيين إلى بلادهم من جميع أنحاء العالم وقمنا بدعم من الخطوط الجوية القطرية بنقل أكثر من 100.000 مواطن بريطاني إلى عائلاتهم.

 

كذلك استجابت دولة قطر والمملكة المتحدة لدعوة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) لدعم توصيل المواد الإنسانية والطبية ونفذنا بشكل مشترك تدابير دعم الطوارئ من خلال توفير المساعدة في النقل الجوي عبر مركز تنسيق الإغاثة في حالات الكوارث التابع لحلف الناتو.

 

وفي خضم واجباته الراسخة إنضم حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله وبدعوة من رئيس الوزراء بوريس جونسن للقمة العالمية للقاحات "جافي" Gavi Global Vaccine Summit التي استضافتها المملكة المتحدة. حيث أكد سموه على أهمية التضامن الإنساني في أوقات المحن وأعلن عن تعهد دولة قطر بتقديم 20 مليون دولار إلى تحالف "جافي". وأشار سموه إلى الدعم الطبي الكبير الذي قدمته قطر إلى أكثر من 20 دولة في كافة أنحاء العالم تتنوع ما بين الإمدادات الطبية وبناء مستشفيات ميدانية وتقديم مساعدات مالية بمبلغ 140 مليون دولار لمؤسسات الرعاية الصحية التي تعمل على تطوير اللقاحات. وفي هذا السياق دعا سموه المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود لضمان المساواة الصحية من حيث الحصول على الأدوية والمعدات الطبية المطلوبة لجميع البلدان.

 

منذ بداية انتشار الوباء لم تألُ قطر جهداً في التصدر والريادة وتقديم المساعدة بأي شكل كان مطلوباً وضمان تسليم الموارد الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها خلال الأزمة.

 

 

أما على الصعيد الداخلي فقد اتخذت دولة قطر إجراءات احترازية شاملة في محاولة لاحتواء كوفيد ١٩ بحيث شملت الإجراءات فرض قيودٍ مناسبة في جميع أنحاء البلاد لحماية السكان وإجراء اختبار صارم للصحة العامة وبرنامج تتبع الاتصال لتحديد الحالات الجديدة مبكراً.

 

لا نزال نواجه تحديات غير مسبوقة ترتبت عن الوباء، ولكن تمكنت قطر بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية من توفير علاج طبي من الدرجة الأولى لأي شخص يحتاج إليه مع الحفاظ على عمليات الخدمات الطبية الرئيسية في جميع المستشفيات الرئيسية في كافة ارجاء البلاد. علاوة على ذلك وكجزء من إجراءات الطوارئ الصارمة زادت قطر عدد الأسرة المتوفرة في المستشفيات بأكثر من ٢٠٠٪ وضمنت للطواقم الطبية والعاملين الرئيسيين ما يكفي من معدات الوقاية الشخصية.

 

يسرني أن أطلعكم أنه وبفضل هذه الإجراءات سيطرت قطر على الفايروس مسجلةً أحد أدنى معدلات الوفيات في العالم. ومع استمرار معدل التعافي من الفايروس في النمو وبدء عدد الحالات الجديدة في الانخفاض فكلي أمل وفخر بالتدابير التي اتخذتها وزارة الصحة ودولة قطر. وبهذه الوتيرة تعمل دولة قطر الآن من أجل رفع القيود الخاضعة للرقابة وفقاً للخطة المرحلية الكبرى لكوفيد ١٩ وذلك بتنفيذ المرحلة الثانية في يوليو ٢٠٢٠ وفي النية رفع كافة القيود بحلول ١ سبتمبر ٢٠٢٠ إذا تم استيفاء جميع مؤشرات الأداء الرئيسية.

 

ورغم شدة وصعوبة هذهِ المرحلة يملأني الفخر بالجهود المتواصلة التي تبذلها دولتي في إدارة الأزمات الإنسانية العالمية التي اشتدت خلال الوباء. وكلي يقين بأننا بتقدمنا نحو الامام سويةً فإن تراحمنا وجهودنا المستمرة لدعم بعضنا البعض هما ضماننا لمواصلتنا واستمرارنا في مضينا قدمًا.