سعادة السفير يوسف الخاطر يستضيف احتفالا افتراضيا باليوم الوطني لدولة قطر

 

أحيت سفارة دولة قطر في لندن ذكرى اليوم الوطني لدولة قطر بإقامة حفل استقبال افتراضي استضاف فيه سعادة السفير السيد يوسف بن علي الخاطر السيد جيمس كليفرلي، وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حكومة المملكة المتحدة ونخبة من أعضاء البرلمان والسلك الدبلوماسي واصدقاء السفارة.

يوافق اليوم الوطني للدولة الثامن عشر من ديسمبر، وكان شعاره لهذا العام "نحمدك يا ذا العرش" المستوحى من أبيات شعرية لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه. 

وفي بداية كلمته الافتتاحية، أكد سعادة السفير على الأهمية الرمزية لليوم الوطني لدولة قطر باعتباره يوما للتأمل والفخر والوحدة لجميع المواطنين القطريين في جميع أنحاء البلاد وخارجها.

HE Ambassador Yousef Ali Al-Khater

وحيث جاءت هذه المناسبة وسط تحديات عالمية وأوقات ملبدة بالشكوك نظرا لجائحة كوفيد-19، فقد تقدم سعادته ببالغ الشكر والتقدير للعاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة هذه الجائحة المستمرة في دولة قطر والمملكة المتحدة والعالم بأسره: 

أود أن أنتهز وقفة مهمة لأعرب عن خالص شكري وتقديري لجميع العاملين الأساسيين في قطر والمملكة المتحدة وجميع أنحاء العالم على جهودهم الدؤوبة في مكافحة وباء كوفيد-19".

وأعرب سعادة السفير عن فخره باستجابة دولة قطر السريعة لمكافحة الوباء على المستوى الدولي، فمنذ الأيام الأولى لانتشار فيروس كورونا، تقدمت دولة قطر الصفوف بجهودها في تقديم المعونات الإنسانية، وذلك بإنشاء المستشفيات الميدانية في إيطاليا ولبنان وبتوفير الإمدادات الطبية العاجلة لـ20 دولة حول العالم، بحسب سعادة السفير.

His Highness the Amir, Sheikh Tamim bin Hamad Al Thani

وأشار لتصريحات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مؤخرا خلال اجتماع قمة التحالف العالمي للقاحات للعام 2020، والتي استضافتها المملكة المتحدة:   

انطلاقا من مبدأ التضامن الإنساني، قدمنا المساعدات الطبية لما يزيد عن 20 دولة حول العالم، بما تشمله من توفيرٍ للمعدات الطبية وبناءٍ للمستشفيات الميدانية، بالإضافة إلى ما قيمته 140 مليون دولار من المساهمة المالية المخصصة لمؤسسات صحية متعددة الأطراف فاعلة في تطوير اللقاحات، وضمان فعالية الرعاية الصحية، خاصة في الدول الأقل نموا."

Qatar Fund for Development

وأثنى سعادة السفير على العلاقات الثنائية بين دولة قطر والمملكة المتحدة التي استمرت في الازدهار وامتدت لتشمل استجابة دولة قطر في محاربة وباء كوفيد-19على مستوى العالم:

"لقد أدركنا بأن العمل مع شركائنا الدوليين هو السبيل الأمثل في وجه التداعيات الدولية لجائحة كوفيد-19، وقد كان تعاوننا مع المملكة المتحدة في هذا السياق جوهريا لاستجابتنا،"

وشهدت دولة قطر والمملكة المتحدة توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة التاريخية خلال عام 2020، فبعد نجاح قطر للبترول والشبكة الوطنية البريطانية (ناشونال غريد) في مشروع تطوير محطة ساوث هوك في جنوب ويلز على طول عشر سنوات، وهي من أكبر محطات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، ستوقع المؤسستين على اتفاقية جديدة لتوسعة المشروع ليضم محطة آيل اوف غرين في مقاطعة كنت جنوب شرق إنجلترا، بما يضمن استمرار إمداد المملكة المتحدة بالغاز الطبيعي وتعزيز أمن الطاقة حتى 2050.

ومن أوجه التعاون الدفاعي الفريد بين البلدين خلال 2020 تنفيذ أول طلعة مشتركة لمقاتلات من نوع تايفون (السرب رقم 12) بين القوات الجوية لدولة قطر والمملكة المتحدة في أكتوبر، في إطار الاتفاقية الفريدة بين سلاح الجو الملكي البريطاني والقوات الجوية الأميرية القطرية الموقعة في 2018، والتي رأت تشكيل أول سرب مشترك لسلاح الجو البريطاني مع دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية ومعركة بريطانيا.

وقد وصف السيد السفير الحدث خلال كلمته قائلا: "كان من الرائع مشاهدة سرب مقاتلات تايفون يحلق في السماء وكان يوما عظيما أن احتفلنا معا بذكرى إنجاز كبير كهذا في شراكتنا الدفاعية".

Joint Typhoon Squadron Qatar Defence Minister in the UK

كما ازدهرت صداقة وشراكات دولة قطر والمملكة المتحدة باستمرار الاجتماعات والزيارات للوفود الدبلوماسية من البلدين، ففي أكتوبر 2020، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الدولة الأول ووزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية دومينيك راب ووزير الدولة للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية ألوك شارما، خلال زيارة إلى العاصمة لندن. ومن الجانب البريطاني، زار وزير الدفاع السيد بن والاس السيد والسيج جيمس كليفرلي الدوحة بشكل منفصل لعقد اجتماعات ثنائية مع مسئولين قطريين في سبتمبر وأكتوبر 2020.

Deputy Prime Minister and Foreign Minister Sheikh Mohammed Bin Abdulrahman Al Thani

وعبر السيد كليفرلي لسعادة السفير وللحضور عن سعادته مشاركة الأصدقاء القطريين احتفالهم الافتراضي بالرغم من تحديات جائحة كورونا التي تعذر الالتقاء بين الناس جسديا بسببها، مشيدا بمتانة العلاقات بين البلدين: "استطعنا الاحتفال بالشراكة عميقة الجذور والديناميكية بين المملكة المتحدة وقطر، وكان من الرائع أن نرى أن تلك الشراكة قد نمت من قوة إلى قوة."

كما عبر عن شكر حكومة المملكة المتحدة وامتنانها لدولة قطر والخطوط الجوية القطرية، مشيدا بدعمهم السخي من خلال تسيير رحلات لإعادة أكثر من 80 ألف مواطن بريطاني إلى أوطانهم خلال ذروة الوباء.

"سعادة السفير، حكومتكم والخطوط الجوية القطرية قدمت المملكة المتحدة دعما هائلاً لنا للمساعدة في إعادة أكثر من 80 ألف مواطن بريطاني لوطنهم، وسأظل أنا وحكومة المملكة المتحدة ممتنين للغاية لذلك."


وأشاد الوزير كليفرلي بالترحيب الكبير الذي لاقاه لدى زيارته الدوحة، معبرا عن إعجابه بالإبداع الهندسي لملاعب كأس العالم بما فيها الاستاد التعليمي، وفي استعراضه للشغف المشترك لدولة قطر والمملكة المتحدة في المجال الرياضي، أضاف كليفرلي بأن بطولة كأس العالم لكرة القدم "ستكون فرصة أخرى للاحتفال بقوة علاقاتنا، وتواصل المملكة المتحدة وقوفها على أهبة الاستعداد لدعم قطر في تقديمها لمسابقة مثيرة وآمنة."

واختتم سعادة السفير كلمته بالوقوف عند بعض الإنجازات الوطنية التي شهدتها الدولة خلال 2020.

حيث أكد سعادته تنفيذ دولة قطر لثلة من التحسينات القانونية التي من شأنها صيانة حقوق العمال، وذكر بأن مئات الآلاف من العمال سيشعرون بالتأثير الإيجابي للإصلاحات العمالية الإضافية التي قدمتها الدوحة هذا العام، واصفا هذه الخطوة بأنها: "تمثل بداية حقبة جديدة لسوق العمل في دولة قطر، والتي تبادر من خلالها بوضع معايير العمل في المنطقة".


كما سجلت دولة قطر حدثا تاريخيا آخر لها وللمنطقة ككل بالإعلان عن إجراء انتخابات مجلس الشورى (اللجنة الاستشارية) لأول مرة في شهر أكتوبر 2021 القادم، والذي شكل علامة تاريخية فارقة في مبدأ المشاركة في العملية التشريعية.

ومن على مسافة عامين فقط على ركل الكرة الأولى في ملاعب مسابقة كأس العالم 2022 الأولى في الشرق الأوسط، اكتمل هذا العام إنشاء ملعبين آخرين قبل الموعد المحدد لهما، أحدهم استاد المدينة التعليمية، والذي كان إطلاقه هدية لـ عمال الخطوط الأمامية في المعركة ضد جائحة كوفيد-19.